نورس البريجة: خالد الخضري
حظي الفنان محمد اخيّيي بعدد من التكريمات في مهرجانات سينمائية ووطنية ودولية على رأسها المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته 13 عام 2013. ومعروف عن محمد اخيّيي أداؤه المتقن لجميع الأدوار التي تسند إليه في الأفلام الطويلة كما القصيرة وفي السينما كما في المسرح والتلفزيون، إذ لا فرق بالنسبة إليه هو كممثل بين مختلف هذه الفنون الاستعراضية. وبغض النظر عن طبيعة الشخصيات التي يتقمص أدوارها والتي تتأرجح بين الخير والشر، بين الذكاء والبلاهة وبين القوة والضعف، فهو في جميعها مقنع ممتع.
بل حتى ولو كان العمل الذي يمثل فيه محمد اخيّيي ضعيف المستوى، يبقى هو سيد الموقف وحاضرا بكثافة. هذا الحضور الذي يرفع من قيمة العمل مهما تدنّى مستواه سواء كان فيلما سينمائيا، تلفزيونيا، مسلسلا أو سلسلة كوميدية (سيتكوم). خير مثال: أداؤه لدور المحامي الأستاذ العرفاوي في فيلم (ولكم واسع النظر) الذي كتبتُ سيناريوه وأخرجه حسن غنجة للقناة الثانية. هذا الفيلم بالنسبة لي أقبح فيلم تم تصويره عن سيناريو كتبته. بل هو كارثة فنية وموضوعية على جميع المستويات – ليس هذا مجال تبريرها لأن المراد من هذا الاستدراك هو علاقة الفنان محمد اخييي به – فهو الذي أنقذه بأدائه للدور المذكور بجودة جعلته يحصل على جائزة أحسن ممثل في الدورة 4 لمهرجان مكناس للدراما التلفزيونية سنة 2015. وهذا فخر بالنسبة لي حيث عانقت محمد اخيّيي أهنئه قائلا:
– هنيئا لك على جائزتك عن دورك الجميل في فيلم رديء !!
من أنجح الأدوار التي ستظل راسخة في ذاكرة المشاهد المغربي وأداها محمد اخيّيي في الشاشتين الصغيرة والكبيرة، تلك التي لها ارتباط مباشر بالسلطة، كالشيخ والمقدم والمخزني ولا سيما “القايد” أبرز دليل عن ذلك تقمصه لهذه الشخصية في مسلسل (جنان الكرمة) لفريدة بورقية، والتي تحيل على شخص القائد عيسى بن عمر في مأساة “خربوشة” وذلك من خلال بطء إيقاعه في الأداء – دون استثقال – مع تفخيم صوته ببحة مخدومة لازمته منذ بداية المسلسل حتى نهايته ! وإن ادعى البعض أنه قلد في هذا الدور، النجم الأمريكي مارلون براندو في فيلم (الأب الروحي) Le parrain لفراسيسكو فورد كوبولا. وبغض النظر عن هذا التشابه والذي أراه شخصيا إيجابيا، حين يتم الاقتداء بنجم راسخ في التشخيص بحجم براندو. فمحمد اخييي كان في قمة إقناعه وإمتاعه في أدائه لدور القايد في المسلسل المذكور.
شخصية “القايد” هذه، تناوب على أدائها دورها ممثلون مغاربة آخرون في أعمال سينمائية وتلفزيونية، لكن الفنان محمد اخيي يبقى أكثر هؤلاء الممثلين تحكما في أدائه لهذا الدور وأشدهم إقناعا، فاستحق بذلك – وعن جدارة واستحقاق كاملين – لقب: “قايد الشاشة المغربية” بامتياز.
تعرفون عددا من المعلومات القيمة عن الفنان محمد اخييي، كما باقة لقطات من أجمل وأقوى أعماله التلفزيونية والسينمائية عبر الربورتاج التالي: