نورس البريجة: خالد الخضري
إلى كل الذين هنئوني بعيد ميلادي ..أقدم باقة حب شاكرا مرددا: هنيئا لكم بعيد ميلادي وكل سنة وأنتم طيبون رائعون وأنا أحبكم”.
يبدو للوهلة الأولى أن ثمة غرور أو نرجسية حين أهنئ غيري بعيد ميلادي !! والواقع أنه لا وجود هنا لا لهذا ولا لذاك، بقدر ما هي محاولة إشراك من يحبك عز المحبة في إحساسك وتعاملك مع هذه المناسبة الفريدة من نوعها. يعني بشكل أو آخر، أن حبك المزدوج والمتبادل التأثير هذا: منك إليهم، ومنهم إليك، يكتسي صبغة صوفية مثلما يحدث عند العلماء وحكماء المتصوفة حين تحل روح الخالق في المخلوق والعاشق في المعشوق. فيصرحون بذلك ومنهم من رمي بالكفر والإلحاد لإعلانه هذا فتم إعدامه مثلما وقع للحلاج.
لكني لن أتطاول على محبة الله، أو أدعى استيعابي لفكر ووعي الصوفيين حتى أعلن لأحبتي من قرائي، ما قد ينفرهم منى ويحكمون علي بسببه بإعدامي تواصليا، وإنما هي فقط محاولة لإشراك عزيزاتي وأعزائي في الاحتفاء بهذه الذكرى الاستثنائية والوحيدة التي يوقع عليها المحتفى به بالحضور. هي بالمعنى الإداري ”شهادة الحياة”. تقابلها في الضفة الأخرى من العيش وبنفس المفهوم الإداري أيضا: ”شهادة الوفاة’‘.الفرق بينهما أنك ترى الأولى بينما الثانية هي وحدها التي تراك. فإن لم تحضر في وقت الحياة لا تقبل من شكاية !
وبالتالي ما دمت أستطيع بَصْم وثيقة حضوري، وسقي بصري بألوان أزهار تهانيكم، وبلون البحر منتشيا بهسيس موجه، نورسا يخطو فوق رمله غير متنقل على كرسي شفقة أو مسند على عكاز أو جدار عاطفة واهية، ما دمت أستطيع أن أنقل جسدي بين حقول دعواتكم وقطف رياحين متمنياتكم، فهذا وحده يوجب علي تهنئتكم أحبتي به في ذكرى عيد الميلاد هذه ”الخاصة” بي والتي تغدو بهذا المفهوم ”عامة” ومشتركة بيننا جميعا. فأنتم بالفعل تهنَّئون بهذه الذكرى وأنا بينكم قادر على إشعال وإخماد ثم إشعال شموع الفرح في هذه المناسبة وتلك واقتسام كعكة العيد معكم.
كل عام وأنتم أحبتي.
إهداء: إلى روح والدي الذي ز رع في حب الاحتفاء بعيد الميلاد منذ نعومة أظافري