مجتمع

“ناضي كندي ” مشاهد كندية في عين المكان (2)

المشهد الثاني: جنات على مد النظر

نورس البريجة: خالد الخضري

ثاني مشهد يغشاك بجماليته لحد التخمة وأنت تغادر موريال في اتجاه العاصمة أوطاوا هو الطبيعة الفيحاء بشساعة وتنوع فضاءاتها من غابات، بحيرات، مساحات خضراء، ملاعب أطفال كما حواشي المنازل. كلها جنات أرضية خضراء يكتنفها الماء والخضرة والوجه الحسن. إذ لا يوجد منزل لا تعثر أو تحف به ثلاث فضاءات معشوشبة. أولها حديقة المنزل الخاصة المتاخمة لحديقة الجارين على اليمين واليسار، وأحيانا يكون بين الجيران باب مشترك فقد يحتاج  أحدهم مثلا مقعدا أو أي أداة من أدوات البستنة، فيتقدم لاستعارتها ثم إعادتها من بعد بواسطة هذا الباب.

الفضاء المخضر الثاني خلف المنزل يفصل بينه وبي الزقاق كما الدور المقابلة. ثم الفضاء الثالث هو الموجود أمام المنزل والذي عادة ما تطل عليه شرفة تتصدرها منضدة ومقاعد وأصص أزهار تبيت وتظل هناك وإلى جانبها في بعض الأحيان دراجات وألعاب أطفال لا يمسها أحد.

وسط عشب هذه الحدائق الأمامية يزرع بعض من أصحابها مجسمات كلاب صغيرة وهي تقعى مكتوب عليها كلمة “لا” NO والرسالة واضحة وموجهة لمن يخرجون كلابهم للنزهة في الحي حتى لا يدعونها تقضي حاجتها أو تتبول على العشب.


المساحات الخضراء بما فيها ملاعب الأطفال تجدها تقريبا بكل حي بها ملاعب مائية تجاورها ملاعب رياضية للكبار لكرات القدم، اليد، السلة، المستطيلة، الغولف، الكرة الحديدية والصحون الطائرة (الفريسبي ).

كما يوجد ملعب خاص بالكلاب يحيط به سياج سلكي عال حيث يحر رها أصحابها من أرسنتها فيرمون لها بكرات ومجسمات صغيرة تجري وراءها الكلاب لتحضرها لمالكيها الذين يعودون لرميها من جديد. نفس الحماية والرعاية اللتين يتم تحقيقهما هنا للبشر والحيوان، تحقق أيضا للطيور في السماء  وفي البرك والبحيرات كما للأسماك، حيث يمنع اصطيادها ولا رمي الأطعمة إليها. وبهذا تحل الألفة والتعايش السلمي بين البشر والحيوان ما دام لا أحد منهما يؤدي الآخر.

في مدينة بوخوم الألمانية حكى لي ابني أن 3 طلبة عرب أصيبوا بحكة جلدية شرسة هبوا على إثرها إلى المستشفى، وحين الكشف عليه تبين أنهم اصطادوا أرنبا في غابة محلية رغم قرار المنع الذي يطالها وأكلوا لحمه بعد طبخه طبعا. فتمت معالجتهم لكنهم أحيلوا على السلطات المحلية حيث أدوا غرامة مالية باهضة عما حاقوه بذلك الأرنب المسكين الشيء سيردعهم أكيدا عن مجرد التفكير في إعادة الكرة.

هذا فعلا قرار احترازي وجزري ناجع حتى وإن كان ألمانيا، فهو: “ناضي كندي”

(يتبع)

 

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button