فن وثقافةمجتمع

“ناضي كندي ” مشاهد كندية في عين المكان (3)

المشهد الثالث: أمن شامل ومكتبة الحي للجميع

 نو س البريجة: خالد الخضري

تحدث في المشهدين السابقين عن الفضاءات الخضراء بكندا لا سيما بضواحي العاصمة أوطاوا وعن الأمن والسلم في المنطقة من حيث خلوها من جرائم السرقة بالخصوص حيث يترك عدد من الأكسسوارات ولعب الأطفال بما فيها من كرات ، دراجات سيارات صغيرة وحتى أدوات البستنة والمقاعد أمام المنازل ليلا دون أن يمسها أحد.

 شخصيا، بعد جولتي الرياضية صباحا بجنبات البحيرة مرة راجلا ومرة على متن دراجة هوائية، أصحب معي هذه الأخيرة إلى أحد المقاهي مساءا حيث أركنها في المكان المخصص للدراجات ودون قفل مهما كانت المدة التي أقضيها بالمقهى، وحين خروجي أجدها بمكانها.

في حافلة نقل الركاب داخل المدينة، تعطى الأولوية للأطفال والنساء ولكبار السن بحيث لا يؤدي من تجاوز 60 عاما التذكرة، يكفي أن تلوح للسائق بيدك ثم تلج إلى مقعدك. في تروموايات الدار البيضاء والرباط سلا، والله لا تحرك شاب أو شابة لترك مقعده لمن هو أو هي أكبر منه سنا يراه واقفا إلا من رحم ربك.

هنا في الشارع الأسبقية للراجلين الذين بإمكانهم إيقاف أية سيارة بواسطة زر يضغطون عليه في عمود عند مفترق الطرق فتتوقف حتى يعبر الراجل أو الراجلة.

هنا حين تفتح أية عائلة بيتا للإقامة فيه، تقوم باخبار البلدية فتأتي لها هذه في اليوم التالي وبالمجان بحاوية كبيرة بعجلات وأكياس خاصة لجمع النفايات. توضع داخل المرآب إلى أن يحل يوم معين في الأسبوع فيتم إخراجها للشارع حيث تمر شاحنة عمال النظافة لتفريغها فيها وحملها.

في خلفية الحي وأنا أرافق حفيدي (7سنوات) إلى مدرسته، أصر على أن يوريني شيئا مهما قائلا بعربية تغلب عليها اللكنة الفرنسية:

– انت عزيزة عليك “الكراية” (القراءة)ولكتوبة، أجي نوريك واحد حاجة تعجبك.

وفعلا رافقته فإذا به يطلعني على كيوسك صغير من الخشب والزجاج علوه حوالي متر واحد و 50 سنتمترا و 50 سنتمترا عرضا وعمقا.

رف به عدد من الكتب باللغتين الإنجليزية والفرنسية حيث شرح لي رياض أنه إذا كان عندك كتاب أنهيت قراءته أو لا تريده، يمكنك أن تضعه بهذه الخزانة المجانية وتأخذ الكتاب الذي يهمك دون مقابل.

لعمري لو تم إحداث مثل هذه الخزانة بأي حي من أحيائنا، حتى الراقية منها (إسمنتيا) وسط الفيلات لتبخرت وظلت الكتب تفترش الأرض إن لم يجهز عليها بائع فول أو نعناع يمر من هناك.

حقيقة هو مشهد مؤثر، فهنا حيث تهيمن ثقافة الهاتف مع بقية أدوات التواصل التكنلوجي، ما زالت للكتاب حضوته ومريدوه وهذه طريقة حرارية رائعة من طرق تشجيع قراءته. أنا شخصيا استفدت من خلال استقاء عدد كبير من المعلومات عن المنطقة والفضاء اللذين أحل بهما راهنا.


(يتبع)

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button