نورس البريجة: خالد الخضري
بكندا وتحديدا في منطقة أورليان حيث أتواجد بضواحي العاصمة أوطاوا، تكثر الغابات والمساحات الخضراء، حدائق، منتزهات، أعشاب هي بفضل وفرة المياه المتدفقة بسخاء سواء من السماء أو الجارية على وجه الأديم ومنها بطبيعة الحال الأنهار.
هنا بحافة نهر أوطاوا وبمحاداة منتزه كبير، تم إحداث شاطئ للسباحة والاستجمام الصيفي لا فرق بينه وبين شاطئ البحر سوى طبيعة الماء وخلوه من الأمواج. هو شاطىء نهري لكنه يتوفر على جميع المرافق والعناصر البشرية واللوجستيكية والتنظيمية التي توجد بشواطىء البحار، بدءا من قطع الفلين المربوطة بحبل طويل فوق الماء لتحديد المسافة المسموح بالسباحة فيها إلى الرمال الممتدة على جنباته، حيث تم جلب وفرش بساط كبير وشاسع من الرمال الصفراء تحادي العشب الأخضر والغابة من جهة، ثم ماء النهر من الجهة الثانية.
هو رمل مشابه تماما لرمال البحر بنعومته، صفائه ونظافته، فوق أديمه يلعب ويمرح الكبار والصغار الكرة الطائرة حيث تم نصب شباكها وتسييج ملعبها. كما تمارس رياضات أخرى كرمي الأقراص الطائرة، كرة القدم والركض. فكل ما يمارس بشواطىء البحار تجده هنا. هذا طبعا إلى جانب السباحة وافتراش الرمل الدافئ للاسترخاء والاستمتاع بدفء مستهل الصيف حيث تصل الحرارة هنا أحيانا 30 درجة ماءوية. والجو عموما جاف وخال من الرطوبة، إذ شخصيا تكفيني فيه 3 إلى 4 ساعات نوم لأستيقظ في كامل واللياقة والحيوية.
النهار طويل بشكل خرافي، حيث تشرق الشمس حوالي الخامسة صباحا ليستمر الضياء حتى ما بعد التاسعة ليلا.
في الشاطئ ذاته وإلى جانب الأطفال، تسرح النوارس المنتشرة بوفرة بسبب ولع الصغار بالطيور بصفة عامة، حيث يرمون لها بقطع مما يتناولونه من حلويات وبطاطس مقلية ومقبلات دون تلويث الشاطىء تحت حراسة ومسؤولية الآباء بطبيعة الحال، وتحت مراقبة المسؤولين.
هناك لوحة كبيرة مغروسة في صلب الشاطئ مدون فيها جميع الإرشادات والتعاليم الواجب اتباعها تماما كما هو الشأن في أي شاطئ محروس ومن أهم الإرشادات صورتان لرايتين إحداهما خضراء وتعني أن السباحة مباحة، والثانية حمراء وتقصد العكس، أي أن السباحة ممنوعة كليا. فليس هناك 3 ألوان للرايات كما هو الشأن عندنا بالمغرب: أبيض، أحمر وأسود. هنا “يا ابيض يا اسود”. وهذا لعمري أفضل وأضمن لسلامة المصطافين.
فالشاطىء كما أسلفت من الناحية البشرية، يوجد به رجال ونساء أمن ونظافة وحراسة وإسعاف وتنشيط وسباحون منقذون. وطبعا رمل، شمس، ماء، خضرة وألف وجه حسن…
إنه في النهاية شاطئ: “ناضي كندي”.