نورس البريجة: خالد الخضري
قانون السير بكندا جد منظم وعقوبات الإخلال بفصوله صارمة خصوصا تلك التي تتعلق بالأطفال مثالها: إذا تصادف أن كانت هناك سيارة للنقل المدرسي واقفة تحمل أو تنزل أطفالا، وجب عليك أن تتوقف على بعد 30 مترا منها حتى تنهي عملها وتتحرك. فمتى تحركت قبلها تؤدي غرامة قد تساوي خمسة آلاف درهما تقريبا. بل إن طفلك في سيارتك متى لم تربطه بحزام السلامة وفي الكرسي الصغير المخصص له في المقعد الخلفي، تؤدي تقريبا نفس الغرامة.
غرامات مخالفات إحراق الضوء الأحمر مثلا أو عدم منح الأسبقية، تجعلك تلعن اليوم الذي حصلت فيه على رخصة السياقة ومارستها بكندا، وطبعا يتم تسجيل جميع مخالفاتك في سجلك الإلكتروني لدى مصالح الشرطة فتطبق عليك “حالة العَوْد” إذا أعدت الكَرّة طبعا.
في الشارع، متى تركت طفلك بعيدا عنك وويحك متى صرخت عليه أو عنفته، تحضر ترسانة أمنية بكاملها لا تعلم متى وكيف علمت بسلوكك؟ هذا وقد تتعرض للاعتقال في حينه.
أما الملاعب ووسائل الترفيه والتثقيف وتربية اللياقة البدنية المخصصة للأطفال فحدث ولا حرج، فضا ء ينسيك الذي يليه، مثاله الملاعب المائية التي يهرع لها الكبار والصغار حين ارتفاع درجة الحرارة، حيث يجد فيها الأطفال متعة لا تضاهيها أخرى فينطون شبه عراة وهم يتصايحون انتشاء وفرحا تحت الرشاشات المتنوعة الأشكال والأحجام قاذفين الماء على بعضهم البعض بخراطيش مخصصة لهذا الغرض يشاركهم فيها الكبار.
ناهيك عن ملاعب كرة القدم حيث يُمنح لكل طفل داخل فريقه، ساعة زمنية يخضع فيها أولا لتمارين رياضية قبل أن يجري بضع مباريات مع فرق أخرى تحت تشجيعات وتصفيقات الآباء والأمهات وتغيير الملعب كما المدرب والحَكَم في كل مقابلة حتى لا يكل الطفل.
حتى الكبار يمكنهم أن يتسلوا بلعب الكرة مع بعضهم البعض أو مع أبنائهم الصغار الذين لا تسمح أعمارهم بخوض المباريات، فالكرات وفيرة ومرمية في جميع أركان الملاعب وخارجها، ونادرا ما تحط رجلك بأي ملعب لا تجد به كرة أو اثنتين. هنا، يمكنك اللعب بها مع تركها مكانها ليستفيد منها غيرك وهكذا. نفس الشيء بالنسبة للُعب الأطفال من دمى وعجلات وكرات ودراجات صغيرة وغيرها.
في دور الحضانة التي ترعى الأطفال الصغار لا يجوز أن يتجاوز عددهم لدى كل حاضنة 6 أطفال حتى تتحكم في حراستهم، ملاعبتهم ورعايتهم بطبيعة الحال إلى حين حضور ذويهم لتسلمهم. في أحد فضاءات لعب الأطفال كنت أصادف يوميا ما بين الساعة 8 و9 صباحا فوجا من الأطفال عددهم ستة صحبة مربيتين وأحيانا ثلاثة، يأتين بهم للنزهة الصباحية واللعب. وللتذكير كما مر معنا في المشهد 16 المتعلق بإنجازات الرئيس جاستين ترودو، تخصص حكومته معونة مالية للأطفال ولكلِّ 9 أسر كندية من أصل عشرة.
الطفل بكندا يتم الاهتمام والاعتناء به لدرجة التقديس، لأنهم يؤمنون أن طفل اليوم – ذكرا كان أم أنثى – هو إنسان الغد.
(يتبع)