
نورس لبريجة: خالد الخضري
الفنان الشيخ لمغاري بن احمد جفري والضاوية بنت العربي. ولد بالقواسم الدشيرة، جماعة أولاد فرج إقليم الجديدة سنة 1957. لم يسعفه حظ التمدرس فمارس الفلاحة قبل أن يغشى عالم الموسيقى الشعبية بالخصوص، حيث صرح أنه شرع يتعلم العزف على آلة الكمان وهو في عز مراهقته ما بين 16 و17 سنة بمعية أترابه، فبدأ كسائر شباب القرى في تلك الآونة يتعلم العزف بواسطة علبة بنزين وقصبة، مع توظيف شُعَيْرات ذيل الفرس وحكها بمادة “الرْزينة” في قوس ذلك الكمان التقليدي.
هاجر المغاري جفري سنة 1976 إلى الجديدة حيث تزوج متنقلا بين عدة حومات منها درب غلف والقلعة إلى أن استقر في منطقة تيكني أو دار القايد في مخرج مدينة الجديدة تجاه آسفي، وله من الأولاد أربعة كلهم تزوجوا.
يتذكر الفنان لمغاري أنه اشتغل أو بالأحرى تتلمذ في البداية على أيدي شيوخ العيطة الكبار في الجديدة ومنطقة دكالة وعبدة خلال سبعينيات القرن الماضي وعلى رأسهم المرحومون: بلهاشمي (بيلوط) والشيخ الموتشو(بَليلي) وامْحمد ولد العمرانية، زوج الفنانة الراحلة مؤخرا الحاجة سعاد التي اشتغلت معه بدورها حين استقل بذاته مُكَوِّنا “رْباعة” خاصة به إلى جانب كل من الشيخات رقية القاسمية، ثريا الكردودي والمرحومة الخوضة. ومن عازفي الإيقاع الأكفاء “المْيازْنِيَة” الذين رافقوه في العزف على آلتَيْ البندير والطعريجة، يتذكر لمغاري حميد الطْرَايْري، اعْرَيِّش، يَسّف والمرحوم الشْقَيّق الذي كان يحرك أذنيه بشكل غريب.
أما نوع الأغاني التي يؤديها الفنان لمغاري في لعراسات والسهرات والحفلات بمختلف أنواعها، فتتوزع بين العيوط الحصباوية: (خربوشة) – (حاجتي في گريني) – (الحصبة) والمرساوية: (اللي بغا حَبيبو) كما الطقطوقات الخفيفة: (البراول) فالسواكن: (مولاي عبدالله) – (مولاي الطاهر القاسمي) – (العلوة).
بحسرة يتذكر الفنان لمغاري جفري أيام العز، حين كان “للشياخ” شأن يذكر لا يمر أسبوع دون أن يشتغلوا فيه حتى خارج فصل الصيف حيث تكثر الأفراح والمناسبات السعيدة. أما حاليا ومع ظهور المجموعات الشبابية ودخول الآلات الإلكترونية التي أقصت عددا كبيرا من العازفين وعلى مختلف الآلات الموسيقية بما فيها آلات الإيقاع ، فقد قل الطلب على “الشيخات والشياخ” فأصبح معظمهم يعيش حاليا في بطالة مقنعة وبالكاد يشتغل مع “ربايْع” الطبّالة والغيّاطة دون دعم حكومي ولا تعويض محترم ولا ضمان اجتماعي فالحالة على حد تعبيره: “ميتة وما كايْن ما يدّار”.
لشرح هذا الموقف ومعرفة عدد من التفاصيل، المرجو فتح الرابط التالي: