اختتام مهرجان الجديدة السينمائي بدموع الرحمة، فرح التكريمات و”نداء الحسن”.
المهرجانات الكبيرة لا تُدعَّم بالصدقات والحسنات
نورس البريجة: خالد الخضري
في جو حميمي احتفالي، تم اختتام الدورة 11 لمهرجان الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة مساء يوم الأحد 6 نوفمبر 2022 الذي صادف احتفال الشعب المغربي بالذكرى 47 للمسيرة الخضراء، حيث شهد فضاء مسرح الحي البرتغالي بالجديدة عدة أنشطة استهلتها مجموعة “مازاغينوا” بمعزوفات ونقرات گناوية على إيقاعها تم استقبال ضيوف المهرجان والحفل ككل.
عبق الحفل بباقة من التكريمات حيث دأب مهرجان الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة وكعادته منذ أول دورة له سنة 2010 على تكريم فعاليات محلية تنتمي لمجالات إبداعية متنوعة على رأسها الموسيقى ثم المسرح الذي حظي بالتكريم فيه هذه السنة كل من الممثل الكوميدي المرحوم محمد تارضا رمزي الذي كان من المقرر تكريمه في حياته لكن المنية وافته قبل هذا التكريم بثلاثة أشهر، فحل محله ابنه عادل الذي تسلم الهدايا التي كان من المفروض أن يتسلمها والده وضمنها ذرع وبورتريه المهرجان.
بعده جاء دور شقيق محمد، عبد الكريم تارضا رمزي، فالفنان الشعبي فتاح الغصن المعروف بفتاح الخيالة نظرا “للمكانة التي يحظى بها في الوسط الفني الموسيقي محليا ووطنيا، ولمسيرته الطويلة الحافلة بالعطاء الفني والإبداعي والذي تتلمذ على يديه العديد من الموسيقيين الموهوبين الشباب، عازفين ومغنيين ممن أضحوا اليوم بارزين على الساحة، ويحملون مشعل الفن الموسيقي بهذه المدينة”على حد تعبير زميله الفنان فتاح وكلي في مقال له بجريدة (الجديدة سكوب) يوم ثامن نوفمبر 2022 .
فبمجرد تقدم المحتفى به على متن كرسيه المتحرك أمام المنصة، ارتفعت الزغاريد وصيحات الإعجاب والتكبيرات احتفاء بهذا الفنان الخلوق والمدرسة، من طرف الجمهور بشكل كبير خصوصا بعد مشاهدته للروبرتاج الذي أعده حوله مدير المهرجان تضمن لقطات من حفلاته وأغانيه الشهيرة وحوارا معه بعد الوعكة الصحية التي ألمت به وأدت إلى إعاقته وحرمانه من نعمة الوقوف والمشي على رجليه. لكنه ما زال والحمد لله يتمتع بصوت قوي وأداء ممتع.
وما أضفى على الحفل بهجة ومنحه حلة احتفالية وإنسانية خففت من لوعة فراق المرحوم محمد تارضا وإصابة الفنان فتاح، المشاركة المتميزة للفنان محمد الغاوي الذي واسى زميله فتاح وغنى برفقته وصحبة أفراد الجمهور الذين غصت بهم القاعة، قطعة أو نشيد “نداء الحسن” بمناسبة الاحتفال بعيد المسيرة الخضراء .ثم “العيون عيني” إضافة إلى أغنية قدمت على شكل فيديو كليب حاملة عنوان “الصحراء مغربية” لمجموعة الحلوي، الشيء الذي أحاط النشاط ككل بهالة احتفالية وطنية، فنية وإنسانية بامتياز.
وفي متم الحفل تم عرض فيلم الاختتام (مسابفة ميل بحدائي) لسعيد خلاف بطولة أمين الناجي، راوية، عبد الإله عاجل وزهرة نجوم…
في نهاية كلمته وشكره لكل الداعمين للمهرجن نماديا وهم قلة ثم معنويا وهم كثرة، تمنى مدير المهرجان السيناريست والناقد السينمائي خالد الخضري أن يحظى هذا المهرجان بالدعم المادي واللوجيستيكي “المحلي” بالخصوص والذي يبقى ضامرا بل يكاد يكون منعدما، لأنه لا يعقل أن يستمر هذا المهرجان الذي بلغ عدد دوراته 11 طيلة 12 سنة، في (السْعاية) وطلب صدقات المحسنسن من الأصدقاء والصديقات رغم أنه الوحيد من نوعه في إقليم دكالة والمتميز ضمن خارطة المهرجانات السينمائية الوطنية باعتماده على محور متفرد دائم “السينما والموسيقى” وإلا سيعتزل منه وعنه.
2 Comments