نورس البريجة: خالد الخضري
تحيلني هذه العبارة على مواقف وأصناف إبداعية كثيرة على رأسها فيلم طريف لرائد السينما الواقعية المصرية، الراحل صلاح أبو سيف سنة 1966 باللونين الأبيض والأسود من بطولة عبد المنعم إبراهيم، عبد السلام النابلسي…. يحمل ذات العبارة كعنوان (بين السماء والأرض) تدور أحداثه كلها في مصعد عمارة يتعطل وهو يحمل بجوفه 15 فردا مختلفي الجنس والفكر والثقافة كما التكوين الجسماني، النفساني والهندامي، نساء ورجال من أعمار متباينة. فهم باختصار نموذج مصغر للمجتمع المصري.. فيه اللص الحرامي والسياسي والمثقف والأمي والست المحترمة واللعوبة والخائنة وزير النساء والعاشر المتيم ورجل عجوز مصاب بداء الربو سيفقد حياته بسبب الازدحام والحرارة داخل المصعد. إلا أن الفيلم سينتهي، وقبيل تدخل رجاء المطافئ لإحداث كوة في المصعد وإنقاذ ركابه، نهاية مشرقة من خلا وضع امرأة حامل لجنينها كانت ضمن العاليقين بي السماء والأرض. فالدرس أو الرسالة البليغة التي جاء بها الفيلم هي أن البني ادم نكار خير، فحين يوجد في موقف حرج كلما ارتفعت حدته كأن تكون حياته مهددة بالموت، فإنه يقوم بمحسبة نفسه ويستغفر الله نادما على ما ارتكب من معاصي وقاطعا نذرا على نفسه بأن “هادي والتوبة” فلن يعود لما كان يأتيه من معاصي، فقط يدعو من الله أن ينجيه من هذا المأزق وسيعود نظيفا بريئا كما ولدته أمه…. لكن بمجرد ما أن يفك سراحه ويستعيد حريته وحياته التي كانت على مشارف الموت، إلا ويعود لما كان عليه في الأول ناسيا نذره وكان شيئا لم يكن؟ وهكذا بمجرد خروج اللص للشارع ينتشل محفظة احد المارة.. وزير النساء يتبع امرأة هكذا دواليك…
مناسبة النص:
كوني أتواجد في نفس موقف سجناء مصعد صلاح أبو سيف، يعني أنني أيضا معلق بين السماء والأرض، لكني لست في مصعد بل في طائرةمتجهة لمصر لحضور الدورة 44 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي”انظر إلى السحاب تحتي. وأكيدا وضعي أخطر من وضع ركاب المصعد لأنه إذا ما لا قدر الله وهوى (مصعدي) لن تتبق لي حتى فرصة التوبة ولا ارتكاب ولو خطأ واحدا من أخطائي السابقة.. فلا املك إلا أن أدعو الله- لي ولمن معي – سلامة النزول حيا لي وأنا أردد في سري الآية الكريمة((إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد….)) آمين صدق الله العظيم