نورس البريجة: خالد الخضري
صادفت رحلتي إلى الديار الكندية يوم أمس، احتفال البلد بعيده الوطني والذي يصادف الفاتح من شهر يوليوز في كل سنة.
رسميا يتم الإعلان عن هذا اليوم يوم عطلة ولو صادف يوم أحد، حيث يعتبر الذي يليه أي الإثنين يوم عطلة أيضا، فتقام الاحتفالات في كافة ولايات البلاد.
تعود مناسبة هذا اليوم إلى الملكة فيكتوريا، ملكة بريطانيا العظمى وإيرلندا بإصدارها في الفاتح من يوليوز سنة 1867 قانونا تم بموجبه توحيد كندا كبلد موحد يتألف من أربع محافظات. كما يتم الاحتفال بهذا اليوم الوطني في كافة سفارات كندا في العالم.
في هذا اليوم تسخر الحكومة الكندية حافلات النقل العمومية ضمنها قطارات الميطرو مجانا للمواطنين للتنقل إلى مختلف ساحات الاحتفالات بالعاصمة أوطاوا في مقاطعة انتاريو وكذلك غاتينو في مقاطعة كيبيك، وهما مدينتان متجاورتان يفصل بينهما نهر أوطاوا Rivière des Outaouais الذي يبلغ طوله 1271 كلم.
كما تفتح المتاحف مجانا في أوجه الزوار طيلة اليوم مثلما هو الشأن بالنسبة لمتاحف الطيران، الحرب والفنون الجميلة. وهناك توزع على الجميع الأعلام الكندية الورقية وعلى الصغار بالخصوص قبعات، أقنعة، مجسمات صغيرة وألعاب يدوية يتم تركيبها من طرفهم، أغلبها باللون الأحمر الذي يكاد معظم الكنديين يرتدونه في هذا اليوم وهو لون الراية الكندية طبعا.
على عشب هضبة البرلمان والحدائق المنتشرة بسخاء في العاصمة أوطاوا، يتناول الناس وجباتهم السريعة وهم يتفرجون على استعراضات الطائرات ومناوراتها البهلوانية في السماء قبل أن يلتحقوا ليلا بإحدى الساحات غير البعيدة، للتفرج على سهرة موسيقية حية تنتهي بإطلاق الشهب الاصطناعية دون أن يتجاوز هذا الاحتفال “الرسمي” 10 والنصف ليلا، لتستمر الأجواق الصغيرة في ساحات وشوراع المدينة.
كما أن قنوات البث الإذاعية والتلفزيونية لا تنقل خطبا ولا تحليلات سياسية ولا أي شيء من هذا القبيل، باستثناء كلمة تهنئة مقتضبة بثها الرئيس الكندي جاستن ترودو Justin Trudeau عبر عدد من مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا فعلا يوم عيد وطني “ناضي كندي “.