نورس البريجة: خالد الخضري
في الجانب الآخر من شاطئ أوطاوا حيث يكسو الاخضرار الفضاء، تم نصب خيمة بيضاء كبيرة تحف بها مكبرات صوت وتتوسطها خشبة للتنشيط الموسيقي والثقافي. المناسبة أن البلدية ترخص للجاليات الأجنبية المقيمة بالمنطقة يومي نهاية الأسبوع السبت والأحد، لكل جالية يوم، لتنظيم شبه مهرجان مصغر أو لنقل يوما خاصا بثراتها الثقافي، الفني والشعبي.
وعلى جنبات هذه الخيمة نصبت خيام ومنصات صغيرة لعرض وبيع بعض المنتجات المحلية للجالية المحتفلة يومه.
يوم السبت 22 يونيو 2024 حضرت حفل الجالية السورية حيث توالى على الخشبة مطربون سوريون ومنشطون
ذكورا وإناثا. وحل جمهور غفير، أسر سورية وعربية حلت بكامل أطفالها، نسائها، رجالها، شبابها وشيوخها، أحضر بعضهم كراسي وسجادات صغيرة، بينما افترش البعض الآخر العشب الأخضر وجلس الكل ينتشي بالمعزوفات وبالأغاني والرقصات.
من بين الفنانين الذين توالوا على الخشبة عازف عود ومطرب أدى بحرفية ممتعة تواشيح صباح فخري، أغاني جورج وسوف، صباح، وميادة الحناوي زائد قطعا شرقية أخرى لأم كلثوم عبد الحليم وغيرهم، رددها معه الجمهور في انسجام رائع.
أمام الخشبة اصطفت فرقة سورية يرتدي بعض أفرادها العقال والكوفية لتأدية رقصة “الدبكة” الشعبية الشهيرة والتي شاركهم فيها عدد كبير من العرب بينهم من يعتمر الشال أو الراية الفلسطينيين، وفي صلب الاحتفال وارتفاع التهاليل والزغاريد ارتفع الدعاء لإخواننا بغزة فلسطين.
هنا يشعر العرب بألفة حميمية ، عروبة موحدة وواقع كما مصير مشتركين بغض النظر عن جنسيات منظمي هذا الحفل أو المشاركين كما الحاضرين فيه.
في الخيام والمنصات الصغيرة المجاورة، عرضت منتجات سورية من ألبسة صغيرة كالأقمصة، مناديل، عقالات، أحزمة جلدية، دماليج، أقراط، خواتم وكلها ذات صنع محلي تقليدي طبعا. ومن المأكولات لا سيما الحلويات: البسبوسة، البقلاوة، والكنافة.
وأنا أخطو فوق رمال الشاطئ أتأمل حفيدي وهو يلهو مع النوارس، اقتربت من شخصين عرفت أنهما سوريان من خلال لهجتهما فطلبت من أحدهما أن يلتقط لي صورة. وبالفعل استجاب فشكرته قائلا:
– “لقد سبق لي زيارة سوريا وبالضبط دمشق خلال انعقاد إحدى دورات مهرجان دمشق السينمائي الدولي”
ثم أردفت: “حين كان المهرجان ينظم طبعا”
فرد علي بابتسامة تشوبها رنة أسى:
” أيوا.. ولما كانت سوريا، سوريا”!