حصرياتفن وثقافةمجتمع

طلقات من موسم مولاي عبد الله (4)

"مولاي عبد الله" الأغنية الرائدة (الجزء الثاني)

 

نورس البريجة: خالد الخضري

بعد سردنا لسائر المحطات التي تمر بها الأغنية الشعبية” مولاي عبدالله” للثنائي التهامي وأحمد السالمي باعتبارها “أغنية طريق” من حد السوالم إلى موسم الولي الصالح مولاي عبدالله امغار، نلخص فيما يلي أهم مميزات هذه القطعة والتي من أهمها الريادة:

أولا – فهي أول أغنية مغربية تندرج في خانة أغاني الطريق، حيث ستأتي بعدها أغنية مماثلة للثنائي قشبال وزروال وبعد حوالي 20 سنة في مستهل ثمانينيات القرن الماضي حاملة لعنوان: “جولة في المغرب” أو “تفجيجة” تبدأ من الجنوب وتنتهي في الشمال:

((تفجج يا الحبيب في أرض المغرب

هز عينيك وتصيب     مناظر كل هي

تبرع على الشط      إلى بغيتي تنشط

تمّة الخزاين في العطلة الصيفية))

ثانيا:

هي أول أغنية مغربية شعبية تَذكر مؤلفها وهو  التهامي السالمي (عازف الوتار) ثم مرافقه على آلة البندير، عمه أحمد السالمي

((ورا السالمي وعمو    من تريكة خالي حمو

نطلب الله يرحمو     في الصباح والعشية))

وهو كما تم التعريف به: التهامي السالمي بن الحطاب الزروقي بن دحمان بن حمو بلعايدي  من دوار البوشتيين،  قبيلة حد السوالم الطريفية (توفي ودفن رحمه الله في سادس يونيو 1996 بالاساسفة) جنوب مدينة الدارالبيضاء. كتب ولحن كما أدّى مجموعة من الأغني بأسلوب “الثنائي الشعبي” رفقة عمه أحمد السالمي.  فإضافة إلى ساكن “مولاي عبد الله” هناك: (مولاي التهامي كون عوني) – (الحاجّة بنت الحاج) – (قصة الحب) – (اللي عزيز عليه حبيبو) – (لمزامزة) – (البيع والشرا) – (قصيدة أتاي يا الزين).

ثالثا: أسباب نجاح أغنية “مولاي عبد الله”

أولا: لحنها المتماشي وايقاع سربة الخيل أثناء التبوريدة، حيث يبدأ بطيئا ليسرع تدريجيا إلى أن يصل إلى القفلة أو الكبّة، أي حين تفرغ بنادق الفرسان بارودها دفعة واحدة. فهذا اللحن رغم تكراره لا يمله المستمع، إذ هو مثله مثل سربات الخيل التي تعدو لتطلق البارود،  ثم تعود لرأس المحرك لتعيد الكرة عدة مرات وهكذا دون أن يملها المتفرج.

فهذا اللحن الحركي دفع كثيرا من الموسيقيين إلى إعادة توزيعها مع تكثيف آلات العزف قد تتجاوز 50 آلة، كما هو الشأن لدى فرقة أوركسترالية ضمت عازفات وعازفين من أعمار وجنسيات مختلفة اعتمدوا فيها على النوطة، حيث وظفوا آلات: الكمان، الآلطو، الفيولان سين، الكونترباص، التارومبيت، والصاكصفون، والناي الغربي، كما آلات الإيقاع المختلفة بما فيها الضخمة والصغيرة.

ثانيا: كلمات الأغنية ومحتواها ساعدا أيضا في خلودها وانتشارها حيث جعل معظم المغاربة داخل وخارج الوطن يحفظونها ويرددونها بسلاسة.

وبهذا حققت ولاتزال أغنية اوساكن “مولاي عبدالله” للتهامي السالمي وأحمد السالمي  ريادة وشهرة ليست فقط مغربية بل دولية. فيما يلي الجزء الأول الخاص بتحليل وقراء كلمات هذه الأغنية الرائدة:

(يتبع)

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button