أصبحت التفاهات في وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا من حياتنا اليومية، وهذا الأمر بدأ يؤثر على تصوراتنا وعلاقاتنا وحياتنا بشكل عام. العديد من الأشخاص يقومون بأي شيء للظهور، سواء كان ذلك عن طريق الفكاهة أو المشاحنات أو حتى تصرفات غريبة بلا معنى، فقط لجذب الانتباه وزيادة عدد المتابعين و”الإعجــــابـــات”.
زينب استيك
أولاً: نجد محتوى هدفه الوحيد هو خلق الضجة أو “الترند”. كأن يقوم أحدهم بنشر فيديو يتضمن مشهدًا محرجًا، أو مشاحنات بين “المؤثرين” وكأنها آتية من مسلسل درامي. فهذا النوع من المحتوى لا يفيد المتابع ولا يضيف له شيئًا، بل على العكس، يساهم فقط في نشر التفاهة وتضييع الوقت، حيث يظل المتابع عالقًا في حلقة مفرغة من فيديوهات “فضائح” و”مشاحنات” لاتنتهي.
ثانيا: لفلاتر وحياة “الوهم” زادت الطين بلة. الكثير من المؤثرين يعرضون حياة مثالية، لكن هذا مجرد وهم، فهم يسعون للظهور بصورة غير حقيقية لإرضاء المتابعين وزيادة عدد المشاهدات. هذا الأمر يجعل الآخرين يشعرون بالنقص في حياتهم، ويجعلهم يلاحقون صورا زائفة لا علاقة لها بالواقع.
ثالثًا: نجد ظاهرة “تحديات وسائل التواصل الاجتماعي”، كثير منها يكون سخيفًا أو حتى خطيرًا، لكن الناس يشاركون فيه فقط لمواكبة “الترند”. كيف لشخص أن يغامر بصحته أو صحة الآخرين فقط من أجل جلب المشاهدات؟
في النهاية، يمكننا القول: إن وسائل التواصل الاجتماعي أداة فعالة للتواصل ونشر المعرفة، ولكن إن لم يتم استغلالها بعقلانية وبشكل إيجابي، تتحول إلى وسيلة لنشر التفاهة والتأثير السلبي على الناس، خاصة الجيل الناشئ.