حصرياتمجتمع

مباشرة من موسم مولاي عبد الله (3)ضباب.. دخان.. وبارود

"الخيل معقود في نواصيها الخير".

 نورس البريجة: خالد الخضري 

من أقوال العرب الأثيرة: “رُبّ ضارة نافعة” إذ رغم ما للضباب من مساوئ على رأسها نقص الرؤية أو احتجابها حيث  تقل حركة السير برا، بحرا وجوا وأحيانا تتوقف كليا، إلا أنه من ناحية جمالية فكثير ما تحلو المشاهد  المضببة لعشاق الرومانسية، دليله في موسم مولاي عبد الله حين غلف الضباب مساء أمس فضاء الموسم برمته وضمنه “محْرَكيْ” الخيل حيث تفرجتُ على رياضة “التبوريدة” في المحْرَك الثاني، فتتابعت “الّسّربات” والخيول تحت غشاوة ضبابية ساهم انقطاع الكهرباء كما دخان البارود حين، في تشكيل مشاهد  يطغى عليها اللون الرمادي، تلقي عليها نار البنادق شعاعا ينير نواصي الخيول ويلمِّع سروجها المزركشة.

كل هذا والجمهور من كلا الجنسين ومن مختلف الأعمار صامد واقف أو جالس يتفرج على هذه الرياضة التي تتألف من عدة ميكانيزمات تجمع بين اللياقة البدنية، الفن والتركيز. والمغاربة وحدهم هم من يتقنونها ويبرعون في الحفاظ عليها كموروث ثقافي أصيل دون غيرهم من بقية شعوب البلدان العربية.

وفي صبيحة اليوم استمر الضباب مهيمنا حتى ما بعد منتصف النهار، في الشاطئ حيث يسبح البشر والخيل في آن واحد جنبا لجنب، فقد بدت الخيول منها الدهماء و البنية والبيضاء والقرفية…عرسانا رائقة تلمع أبدانها الجميلة في غشاوة الضباب والماء على السواء. والفرس قبل أن يلج إلى الماء، يلقي بجسده على الرمل ليتمرغ حوالي 30 إلى 60 ثانية ثم يدلف تلقائيا  إلى الماء، فتكون هذه “التمريغة “بمثابة تدليك (ماساج) أو صابون بلْدي يطلي به الفرس جسده – على حد تعبير  يوسف الحديدوي ابن عبد النبي الحديدوي – مقدم “علْفة” تاونات ذات 17 فارسا وفرسا والتي تشارك لأول مرة في موسم مولاي عبد الله.

حقا صدق  قول رسول الله الكريم: “الخيل معقود في نواصيها الخير”

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button