مجتمع

موائد الرحمن دعوة مفتوحة ومجانية للإفطار في رمضان

الجزء الأول: مائدة الغفران بالجديدة

 نورس البريجة: خالد الخُضَري

ينظم حاليا بمدينة الجديدة منذ انطلاق شهر رمضان المبارك، نشاط اجتماعي خيري تحت اسم “مائدة الغفران” والذي يُسمى في مدن أخرى وفي الشرق لاسيما بمصر “موائد الرحمن”. حيث تتيح هذه المائدة الإفطار بالمجان لحوالي 120 شخصا يوميا، من المعوزين والمحتاجين وعابري السبيل رجالا ونساء. تشرف عليها الكشفية الحسنية المغربية، فرع الجديدة تحت إدارة السيد وسيم طيان مندوب ذات الفرع بالمدينة.

الطاقم الذي يشرف على خدمة المفطرين يبلغ عدده 40 كشّافا (22 ذكورا و18 إناثا) يشتغلون بالتناوب وينتمون  إلى مختلف مراحل الكشفية التي تضم: الكشاف والمرشدات، الكشاف المتقدم والرائدات، الجوالة والدليلات بالإضافة إلى القيادة المشرفة. يتوزعون على أربعة لجان: لجنة الموارد المالية، لجنة التدبير ثم اللجنة التنظيمية. ويتغير هذا الطاقم يوميا باستثناء قيادة المشروع وبعض الأفراد لهم مهام رسمية في الخيمة. يشتغل هذا الطاقم بمجمله بشكل تطوعي باستثناء الطباخة والحارس الليلي. كما إنهم لا يتناولون شيئا إذ يستمرون واقفين – على رأس كل طاولة ثنائي كشّاف وكشّافة – يخدمون الضيوف حتى يُتم هؤلاء إفطارهم ويغادرون.

في سؤال للسيد وسيم عن مصدر تمويل وجبات الإفطار، قال إن ذلك يتم بتمويل ذاتي من الفرع وبعض المقربين والأصدقاء والمحسنين، كما يتعاون معه بثمن رمزي بعض الممونين من حيث توفير الطاولات كما الخيمة المنصوبة لهذا الغرض. أما سعر وجبة الإفطار لكل شخص فتقدر بمبلغ 15  أي ما مجموعه 4100 درهما يوميا، ليتراوح المبلغ الإجمالي طيلة هذا الشهر ما بين 65 ألف و70 ألف درهما.

كان لي شرف الإفطار في هذه المائدة في منتصف هذا الشهر المبارك مساء يوم أمس الخميس 15 رمضان. وللشهادة فالوجبة التي تناولت معهم والتي تُقدّم يوميا، لا بأس بها ومغذية حيث تضم  الحساء الشعبي المغربي الشهير(الحريرة) + ثمر + شباكية + مسمن + شاي + عصير أو حليب + قطعة جبن أو بيضة بالإضافة إلى الخبز طبعا.

من بين المتطوعين أو بالأحرى المتطوعات في مائدة أمس، شابة يابانية تسمى “مامي” تشتغل مُوَلِّدة (قابلة) وقد أعجبها هذا النشاط، فانضمت إلى الفريق معلنة عن سعادتها في تقديم يد المساعدة لهذا النشاط الاجتماعي الإنساني الجميل. ولكي تشعر بما يشعر به المغاربة المسلمون بفضل رمضان، أخبرتني أنها قضت اليوم بكامله صائمة وستستمر كذلك حتى نهاية رمضان. تتقن مامي بعض الكلمات بالدارجة المغربية، وكانت تتنقل بخفة ورشاقة بين الطاولات موزعة “أتاي” وكل ما يطلبه المدعوون دون أن تكف عن الابتسام. كما إنها ساهمت في رفع الأطباق وغسلها بعد انتهاء الوجبة مع بقية  الطاقم.                                                                                                           مائدة الرحمن الدكالية هذه أو “مائدة الغفران” توجد بساحة عبد الكريم الخطابي قرب مدخل حديقة مولاي الحسن بالجديدة.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button