فن وثقافةكتب

هكذا تكلم نورس البريجة عن “الجديدة بين الأمس واليوم”

خالد الخضري

بقلم: ذ. الحبيب الدايم ربي

عن مطبعة مازغان برنت، و في طبعة فاخرة، بالصور والألوان، أصدر الناقد السينمائي الأستاذ خالد الخضري كتابا جديدا بعنوان” الجديدة بين الأمس واليوم. وهو الكتاب الثاني بعد “الجديدة بين القلب والقلم” الذي يكرسه لمدينة الجديدة التي ينحدر منها ويعشقها، بل ويحلو له أن يطلق على نفسه لقب: ” نورس البريجة”. والبريجة اسم من الأسماء التاريخية العديدة لمدينة الجديدة .صاغ مقدمة الكتاب المؤلف الراحل إبراهيم الحجري معتبرا إياه كتابا موسوعيا بالنظر إلى تعدد مواضيعه وقضاياه و سير شخصياته التي تتقاسم جغرافية المكان الجديدي، وتكتب جزءا من تاريخه المجالي. والكتاب الذي أتى في حوالي 400 صفحة من القطع المتوسط هو فعلا بمثابة موسوعة توثق سير وأحوال مجموعة معتبرة من الأشخاص (ابّا البهجة الضاحك، بوخريص مول الكوتشي، الحاجة سعاد، الحبيب الدائم ربي، بوشعيب حنطان، الإخوان رحو، اشليحة محمد، فتح الخير، مبارك فورّا، كوليت موري، ولد البلاج، ولد الطالب والعروصي).
كما يستعيد فيما يسميه “ترافلينغ خلفي” مآثر علامات إنسانية منها: الطيب حديفة، الشيخ الموتشو، محمد جدران، دريبيكة عبد القادر، عبد الكريم لباط، السي علول، جلبي مصطفى، رضاي محمد).
لينتقل إلى التاريخ والتوصيف لديكورات داخلية وخارجية ك: الفالورة، قهوة افّيخرة، المسقاة البرتغالية ،المكتبة الشاطئية، ادريس مول المكتبة، مولاي عبدالله أمغار).
ويعمد إلى قراءة بعض المتون الإبداعية في مجالات مختلفة لأسماء لها حضورها المجالي (سعيد التاشفيني، أبو القاسم الشبري، إدريس المرابط، العياشي ثابت، إبراهيم الحجري ، محمد گابي، مصطفى العسري، فضلا عن وقفات مع العيوط، والمسرحيات والأنشطة الرياضية).
وفي تنويع آخر يحتفي الأستاذ خالد الخضري بأزمور وأم الربيع وتجلياتهما في السينما والتلفزيون، ومدفع رمضان، و جزء من يوميات دكالي في باريس).
ليسدل الستار بشهادة من الكاتب تكشف علاقته العضوية بمدينة الجديدة ونوارسها المخصوصة، وقصيدة في جمال هذه المدينة من توقيع الشاعر إدريس التاشفيني)
إن كتاب “الجديدة بين الأمس واليوم” بمثابة رحلة استثنائية إلى عمق تاريخ مدينة الجديدة، تلك المدينة التي يحمل لها المؤلف حبا غير مشروط، من خلال :
– سير أعلام من أبناء وبنات الجديدة الأصليين ومن قدموا إليها وعاشوا فيها،
– استعراض الموروث الثقافي الغني للمدينة (الفنون، الآداب، المسرح، السينما، والرياضة)
– ذاكرة الأمكنة والفضاءات التي شكلت جزءاً من حياة أهل الجديدة.
– الذكريات الشخصية للكاتب مع المدينة، المفعمة بالحب والحنين.
لهذا فإن هذا الكتاب يقدم معلومات قيمة عن مدينة الجديدة تجعل منه مرجعا ثقافيا و وثيقة تاريخية تسجل جزءا مهما من سيرة مدينة الجديدة.
إنه إضافة من شأنها أن تغني الخزانة التوثيقية لتاريخ المدن، وتاريخ الجديدة على الخصوص. إلى جانب إضافات نوعية أخرى قليلة كتلك التي أسس لها و قدمها الباحث الجديدي المصطفى اجماهري على سبيل المثال.

وتكمن أهمية هذا الكتاب كذلك في كون صاحبه لا يكتفي بالتوثيق الحرفي فقط، وإنما يستعرض ويحلل ويناقش ويشاكس بمنطق الناقد وعيني “الكاميرامان” الذي يركز على تفاصيل التفاصيل .وهذا ليس غريبا على الأستاذ الخضري القادم إلى الكتابة بخلفية المحامي و خبرة الناقد السينمائي والعاشق للفن بمختلف ضروبه. بل إن هذه البصمات تظهر جلية في هندسة الكتاب وإخراج مواده ومصطلحات تبويبه، وفي حضىور الحس الإخراجي ضمن شكله ومحتواه.فهنيئا له ولقرائه.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button