حصرياتسينما

من هو جلول ”مول البيل” ؟

PLASSEUR في سينما ديفور بالجديدة

نورس البريجة: خالد الخضري

جلول سدراني بن حسن بن عبد الله وهنية بنت جلول. أصله من مولاي علي الشريف، ولد بالجديدة سنة 1953. قضى دراسته الأولى بدرب الطويل في نفس المدينة ثم باليوسفية حيث حصل على الشهادة الابتدائية سنة 1958. لكنه غادر المدرسة ليعود إلى مدينته ويشتغل مساعد نجار عند المعلم حسن صريح قرب المارشي سنطرال.

التحق بسينما “باريس” أو “ديفور“ في بدايات ستينيات القرن الماضي، ليحل محل أخيه الأكبر الضاوي الذي كان مكلفا بتقطيع التذاكر أمام الباب بعد هجرته إلى فرنسا فعوّضه جلول. كما كان مكلفا بنقل بكرات الأفلام من محطة الحافلات إلى قاعة السينما والعكس صحيح إلى أن استقر في مهمته التي تجاوزت 22  سنة وهي مساعدة وإرشاد المتفرجين إلى مقاعدهم PLASSEUR أو ما كنا نسميه ب “مول البيل”. هذه المهمة التي اقتسمها مع زميله المرحوم العلمي الذي كان يرشد الناس في الجزء الأسفل من القاعة حيث توجد الدرجة الأولى Premier وكان سعر الولوج إليها محددا في درهم واحد و80 سنتيما. ثم  الدرجة الثانية الاقتصادية Seconde  وكان سعرها 85 سنتيما مثلها مثل سينما “الر يف” – كان هذا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي –  أما سعر الولوج للجزء العلوي الشرفة Balcon حيث كان يشتغل جلول، فقد كان درهمان، و10 سنتيمات كانت مخصصة لدعم الثورة الفلسطينية في جميع القاعات السينمائية بالمغرب آنذاك.

وبطبيعة الحال كان لا يلج الجزء العلوي سوى أصحاب الدخل المرتفع، على رأسهم عدد من النصارى واليهود الذين اشتهروا بالجديدة مثل الدكتور بوغاليم حيث كان سعر  الإكرامية التي يتناولها جلول من طرف هذه الشريحة من الزبناء يتراوح بين 20 سنتيما  ودرهم واحد مما جعله يعيش في بحبوحة.

بعد كل عرض كان جلول ينظف البالكون، وكثيرا ما كان يعثر على مناديل معطرة ومحافظ نقود وأقلام ثمينة، منها أنه مرة وجد قلما ذهبيا وعرف صاحبه، نصراني مدير بنك بحكم أنه كان يعرف معظم زبنائه في ذلك الفضاء. ولما أرجعه إليه غدا عزيزا لديه فنفحه بإكرامية سخية، بل اقترح عليه أن يرفقه معه لفرنسا للاشتغال هناك نفس العمل، لكن جلول لم يفعل بحكم ارتباطه بوالدته.

أما عن صاحبة القاعة مدام ديفور فهي بالنسبة إليه كانت قدوة في التعامل الإنساني والتسامح.. تعامل جميع مستخدميها وكأنهم أفراد من عائلتها وتحتفل معهم ووسطهم في جميع المناسبات لا سيما رأس السنة. كما كانت حريصة على نظافة هندامها وهندام مستخدميها وقاعتها إذ كانت تقتعد كريسا أمام الباب فلا تسمح بدخول إنسان ذي هندام مهلهل أو سحنة متسخة.

وطبعا كان لابد أن يولد شغف جلول وينمو بالأفلام السينمائية مادام يشتغل في فضائها، فمن بين أهم الأفلام التي أثارت إعجابه ولا تزال راسخة بوجدانه  يذكر من السينما الفرنسية:

« Pierre et Sabrine »    «Des jeunes et des  loups » – ثم سلسلة فونتوماس الشهيرة للويس دوفينيس “Fantômas” ومن الأمريكية أفلام رعاة البقر مثل:

“Le Bon, la brute et le truand” “Pour quelques dollars de plus” لأبطالها المشهورين كلينت إيستيود، ليي فان كليف وشارل برونسون.

جلول متزوج وأب لثلاثة أولاد (بنتان وابن).. لازال يتمتع بصحة جيدة.. يمارس رياضة ركوب الدراجة يوميا مما جعله يحافظ علىة لياقة بدنية جيدة والحمد لله. وهو دائما رجل رائق و بشوش.

لمزيد من المعلومات وللاقتراب أكثر صورة وصوتا من “جلول  مول البيل” ومن عالمه السينمائي الشيق، يمكن مشاهدة الحوار عبر الرباط التالي:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button