نورس البريجة: خالد الخضري
في منتصف شهر رمضان المبارك الجاري وبالضبط ليلة الخامس عشر منه (6 مارس 2023) أطرب الفنان الحاج عبد اللطيف تيسة، إن لم أقل ألهب الجمهور الذي غصت به قاعة مسرح عفيفي في ليلة موسيقية رمضانية بامتياز من تنظيم المعهد الثقافي الفرنسي بالجديدة.
غرد بلبل البريجة مُتحفا الحضور بباقة من الأمداح والأناشيد الدينية، لعب فيها الجمهور دور الكورال نساء ورجالا فرددها معه أداء، لحنا وإيقاعا وكأنه تمرن معه عليها. الحاج عبد اللطيف تيسّة ليس فقط من حق الجديدة ودكالة أن يفخرا به، ولكن ذلك من حق المغاربة قاطبة لأنه يتمتع بحنجرة قوية في الأداء، مع التحكم في ذبذبات صوته وتمويجه عبر نفَس طويل يُذكِّر بحنجرة المطرب السوري الراحل صباح فخري، الشيء الذي يؤهل الفنان تيسّة كي يغدو واحدا من أجمل وأقوى الأصوات العربية الراهنة.
من العوامل التي ساهمت في تألق “بلبل البريجة” الفرقة الموسيقية التي صاحبته والتي تُذكِّر بالتخت العربي من حيث قلة أفراده وانسجام أعضائه والذي كان أكثر الأحيان مهما كبر عددهم لا يتجاوز السِّتة عازفين. وهو نفس عدد مجموعة عبد اللطيف تيسة، اثنان على الكمان، الفنانان عمر الغربي وعبد الفتاح وكِلي.. ثلاثة على الإيقاع: عبد الفتاح قيسوني / دربكة.. زكي العشماوي / دف ومحمد عمّار/ الطبل الكبير ولواحقه. بينما غرّد الحاج بوشعيب بولهية على آلة الأورغ، في انسجام هارموني بينه وبين بقية العازفين من جهة، ثم بينه وبين الفنان تيسّة الذي كان لا يفتأ يراجعه من حين لآخر، في سبيل خلق فرجة موسيقية ممتعة ذات ليلة رمضانية رائقة.