حصرياتفن وثقافة

فتاح الخِيَّالة

بلبل البْرَيْجة الجريح

نورس البريجة: خالد الخضري

نجم من نجوم الطرب الشعبي بالجديدة وبإقليم دكالة والوطن  تم تكريمه في الدورة 11 لمهرجان “الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة” بحضور ثلة من المثقين والإعلاميين  والفنانين السينمائيين والموسيقيين على رأسهم الفنان محمد الغاوي الذي سلّم لفتاح ذرع المهرجان وغنى بصحبته أغنيتَي: “نداء الحسن” و”العيون عيني” في حفل مهيب امتزجت وسالت خلاله دموع الفرح والتعاطف مع بلبل البريجة الجريح الذي لا زال يغرد في رحابها.

سطع نجمه منذ ثمانينات القرن الماضي واستمر لما يربو عن 30 سنة، إنه عبد الفتاح الغصن المشهور ب”فتاح الخيالة”. ابن صالح بلحَيْمر وحليمة بنت محمد، ولد في 7 يناير 1969 بالمحمدية ثم انتقل ولما يتجاوز عمره الخمس سنوات مع أسرته إلى الجديدة سنة 1974.

في مدرسة أحمد المنصور الذهبي حصل على الشهادة الابتدائية، وبمؤسسته القدس الحرة تابع دراسته الثانوية التي انقطع عنها مبكرا لشغفه المفرط بالموسيقى حيث كان شبه مرابط بدار الشباب “البْرَيْجة” لا يفارق الموسيقيين إلى أن التحق بمجموعة “المجاهد” كعازف إيقاع ومنشد رفقة حسن عفان، عبد الفتاح وَكِلي، جواد حبشي وعبد السلام نصفان.

في مستهل الثمانينيات انضم إلى مجموعة “الخيالة” التي شملت آنذاك السادة: نور الدين حشلاف،  عازف (البوزق) امحمد برشيد أو بْحَيْبِيبة (الكمان) حميد جليل، عبد الكريم العاطي الله وهو كعازفي إيقاع ومنشدين.

في بداية التسعينات أسس مجموعته الخاصة التي حملت ولا تزال اسم “فتاح الخيالة” حيث برز نجمه بشكل لافت إلى درجة أصبح نفر مهم من مشاهير الطرب الشعبي يؤدون أغانيه المتميزة مثل: (الميمة) (شطنتني) – (مادار فيا) – (شوف ألعالي) – (ما دار فيا) – (عزيتو عز حبابي واغدر بيا) – (حبك شد فيا شدة وحدة ما بغا يرحمني) وخصوصا (اسمعت اليوم اللّوم) التي تردد حاليا بشكل واسع في الحفلات بمختلف أنواعها والتي يقول مطلعها: ”سمعت اليوم اللوم.. نعست ما جاني نوم.. الكمنجة تبكى.. حاسكة قلبي.. الوتار يوتر.. السواكة سواك الحر.. آهيا المعلم.. دردك لا تحشم.. نغمة خيالية عزيزة عليا”

غنى عبد الفتاح الخيالة في الحفلات الخاصة والعامة والأعراس والمناسبات الوطنية والمهرجانات.. داخل وخارج مدينة الجديدة،كما غنى إلى جانبه عدد مهم من مشاهير الطرب الشعبي ضمنهم: الفنانة المرحومة خديجة البيضاوية، الحاجة سعاد، نعيمة الشتوكية المعروفة ببنت الرجيلة، عايشة السعدية.

أما نوعية القطع التي كان يؤديها فتاح فتتوزع بين البراول والسواكن والعيوط المرساوية إضافة إلى أغانيه التي هي من تأليفه وتلحينه مسجلا كثيرا منها في أشرطة وأسطوانات مضغوطة، ولا تزال إلى الآن تجد إقبالا جماهيريا عبر قناته اليوتوب الحاملة لا سمة” فتاح الخيالة”.

فتاح الغصن أصيب قبل 14 سنة خلت عام 2008 بداء السُّكري الذي تفاقم به فاضطره إلى قطع رجله اليسرى سنة 2019، الشيء الذي جعله لا يتنقل إلا عبر كرسي متحرك وبالكاد على رجل اصطناعية. كما حرمه تقريبا من الغناء، فلا يشارك إلا من حين لآخر في حفلات محدودة ومتقطعة، ولولا مساعدة ابنتيه ابتسام ووجدان ما وجد من يعيله هو وبقية أبنائه الثلاثة: عثمان 21 سنة، جنات 10 سنوات، صلاح توأم لوجدان 27 سنة ثم ابتسام 28 سنة.

فتاح الخيالة الذي  أمتع الجديديين وضيوف دكالة خلال 3 عقود مُدخلا الطرب

والبهجة إلى  قلوبهم وبيوتهم، يعيش الآن شبه نسيان وعزلة حيث قال بالحرف

وبحرقة وأسى وعينين مغرورقتين بالدموع:

“كل ما أتمناه هو أن يتعاون الموسيقيون فيما بينهم تواصليا، اجتماعيا وصحيا.. فأنا شخصيا كان الجميع يعرفني ويسأل عني، لكن حين مرضت لم يعد أحد يعرفني”

قال هذا وشرد بعيدا يتأمل رجلا يمشي على رجليه.

يقيم فتاح الخيالة في رقم 3 درب برق الليل، مرشان، الجديدة. هذا رقم هاتفه لمن أراد أن يسحب عنه ستار النسيان ويفك عنه شبح العزلة: 06.68.44.44.88

وفيما يلي روبرتاج كامل بالصوت والصورة عن حياة الفنان فتاح الخيالة:

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button